فصل: تفسير الآيات (31- 33):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال مجد الدين الفيروزابادي:

بصيرة في الكل:
الكُلّ اسم لجميع الأَجزاءِ، يستوى فيه الذكر والأُنثى، وقد يقال كلّ رجل وكُلَّة امرأَة.
وقد جاءَ كُلّ بمعنى بعض، فهو من الأَضداد، ولا يدخلهما (أَلْ) في فصيح الكلام.
وجمع كُلّ لأَجزاءِ الشىءِ على ضربين: أَحدهما: الجامع لذات الشىءِ وأَحواله المختصّة به، ويفيد معنى التمام، نحو قوله تعالى: {وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ}؛ والثانى: الجامع للذوات.
وقيل: كلٌّ لاستغراق أَفراد المنكَّر، نحو: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ}؛ ولاستغراق المعرّف المجموع، نحو: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}؛ ولاستغراق أَجزاءِ المفرد المعَرَّف، نحو: كُلّ زيد حسن.
فإِذا قلت: أَكلت كلّ رغيف لزيد كانت لعموم الأَفراد.
فإِن أَضفت الرّغيف إلى زيد صارت لعموم أَجزاءِ فرد واحد، ومن هنا وجب في قراءَة غير أَبى عمرو وابن ذَكْوان: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} بترك تنوين قلب ثم تقدير كلّ بعد {قلب} ليعمّ أَفراد القلوب، كما عمّ كلّ أَجزاءِ القلب.
وترد كُلَّ باعتبار كلّ واحد ممّا قبلها وما بعدها على ثلاثة أَوجه:
فأَمَّا أَوجهها باعتبار ما قبلها:
فأَحدها: أَن يكون نعتًا لنكرة أَو معرفة، فيدلّ على كماله؛ ويجب إِضافته إِلى اسم ظاهر يماثله لفظًا ومعنى، نحو: أَطعمنا شاة كُلَّ شاة، وقوله:
وإِن الذي حانت بفَلْج دماؤُهم ** هم القومُ كلّ القوم يا أُمَّ خالد

والثانى: أَن يكون توكيدًا لمعرفة، وفائدته العموم، ويجب إِضافتها إِلى اسم مضمر راجع إِلى المؤَكَّد، نحو قوله تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ} وقد يخلفه الظاهر، كقوله:
كم قد ذكرتكِ لو أُجزَى بذكركم ** يا أَشبه الناس كلِّ الناس بالقمر

وأَجاز الفراءُ والزمخشرىّ أَن تقطع كلّ المؤَكَّد بها عن الإِضافة لفظًا؛ تمسّكًا بقراءَة بعضهم: {إِنَّا كُلٌّ فِيهَآ}.
والثالث: أَلاَّ تكون تابعة بل تالية للعوامل، فتقع مضافة إِلى الظاهر، نحو: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}؛ وغير مضافة نحو: {وَكُلًا ضَرَبْنَا لَهُ الأَمْثَالَ}.
وأَمَّا أَوجهها باعتبار ما بعدها فثلاثة:
الأَول: أَن تضاف إِلى ظاهر؛ وحكمها أَن يعمل فيها جميع العوامل نحو: أَكرمت كلّ بنى تميم.
الثانى: أَن تضاف إِلى ضمير محذوف.
ومقتضى كلام النحويين أَن حكمها كالتى قبلها؛ ومقتضى كلام ابن جِنِّى خلافه، وأَنها لا يسبقها عامل في اللَّفظ.
الثالث: أَن تضاف إِلى ضمير ملفوظ به.
وحكمها أَلاَّ يعمل فيها غالبًا إِلاَّ الابتداء، نحو: {إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ للَّهِ} في مَنْ رفع كَلًا، ونحو: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ}، لأَن الابتداء عامل معنوىّ.
ومن القليل قول الشاعر:
فيصدر عنها كُلُّهَا وهو ناهل

واعلم أَن معنى كلّ بحسب ما يضاف إِليه، فإِن كانت مضافة إِلى نكرة وجب مراعاة معناها، فلذلك جاءَ الضمير مفردًا مذكَّرا في نحو قوله تعالى: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ}، {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ}، وقول أَبى بكر وكعب ولَبيد:
كلُّ امرِىءٍ مُصَبِّح في أَهْلِهِ ** والموْت أَدْنى من شِرَاكِ نَعْلِهِ

كلّ ابن أُنْثى وإِنْ طالت سلامَتُه ** يومًا على آلةٍ حَدْباءَ مَحْمُول

أَلا كلّ شىءٍ ما خلا اللهَ بَاطِل ** وكُلُّ نَعِيم لا محالَةَ زائلُ

وقال السموءَل بن عادياء:
إِذا المرءُ لم يَدْنَس من اللُؤْم عِرضُه ** فكلُّ رداءٍ يرتديه جميلُ

وإِن كانت مضافة إِلى معرفة فقالوا: يجوز مراعاة لفظها، ومراعاة معناها، نحو: كلّهم قائمون أَو قائم. وقد اجتمعا في قوله تعالى: {إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرحمن عَبْدًا * لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}.
قال ابن هشام: الصواب أَن الضمير لا يعود إِليها من خبرها إِلاَّ مفردًا مذكرًا على لفظها، نحو:
{وَكُلُّهُمْ آتِيهِ} الآية.
وقوله تعالى فيما يرويه عنه نبيّه صلَّى الله عليه وسلم: «يا عبادى كلكم جائِع إِلاَّ من أَطعمته» الحديث بطوله، وقوله صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ الناس يَغْدُو فبائع نفسه فمعتقها أَو موبقها»، «كلكم رَاعٍ وكُلكم مسئول عن رعيّته»، «وكلُّنا لك عَبْد»، {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولائِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا}.
وإِن قُطِعت عن الإِضافة لفظًا فالمقدّر قد يكون مفردًا نكرةً فيجب الإِفراد، ويكون جمعًا معرّفًا فيجب الجمع؛ تنبيهًا على حال المحذوف فيهما.
فالأَول نحو: {كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ}، {كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ}، {كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ}، إِذ التقدير كلّ أَحد.
والثانى: {كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ}، {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}، {وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ}، {وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ}.
وقال البيانيّون: إِذا وقعت كلٌّ في حيّز النفى كان النفى موجّهًا إِلى إِلى الشمول خاصّة، وأَفاد مفهومُه ثبوتَ الفعل لبعض الأَفراد؛ كقولك: ما جاءَ كلّ القوم، ولم آخذ كلَّ الدراهم، وكُلُّ الدَّراهم لم آخذ، وقوله:
ما كلّ رأْىِ الفتى يدعو إِلى رشد

وقوله:
ما كلّ ما يتمنى المرءُ يدركه

وإِن وقع النفى في حيّزها اقتضى السّلب عن كل فرد، كقوله صلى الله عليه وسلم لما قال له ذو اليدين: أَنسيت أَم قَصُرت الصلاة: كلُّ ذلك لم يكن. ومنه قول أَبى النجم:
قد أَصبحت أَمّ الخيار تدَّعِى ** علىّ ذنبًا كلُّه لم أَصنع

وأَمّا كُلّ في نحو: {كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُواْ} فهى منصوبة على الظَّرفيّة بالاتِّفاق، وناصبها الفعل الذي هو جواب في المعنى، مثل {قالوا} في الآية، وجاءَته المصدريّة من جهة {ما}، فإِنها إِمّا أَن تكون اسما نكرة بمعنى وقت، أَو تكون حرفًا مصدريًّا والجملة بعده صلة؛ والأَصل: كل وقت رزْق، ثم عُبّر عن معنى المصدر بما.
والله أَعلم.
والكلالة: الرجل لا والد له ولا ولد.
وقيل: ما لم يكن من النسب لَحَّا، وقيل: الوراثة كلهم سوى الوالدين والأَولاد.
وقيل: من تكلَّل نسبُه بنسبك، كابن العمّ وشبهه.
وقيل: هي الإِخوة للأُمّ.
وقيل: هي من العَصَبة مَن ورث معه الإِخوة للأُمّ.
وقيل: هم بنو العمّ الأَباعد.
وقال ابن عباس: هي اسم لما عدا الوالد.
ورُوى أَن النبىّ صلى الله عليه وسلَّم سئل عن الكلالة فقال: «من مات وليس له وَلَد ولا والد»، فجعله اسم الميّت، وهو صحيح أَيضًا؛ فإِن الكلالة مصدر يجمع الوارث والموروث جميعًا.
وقيل: اسم لكلّ وارث.. والإِكليل: شِبه التاج، سمّى لإِطافته بالرأْس.
والكَلْكل والكَلْكَال: الصّدر.
وقيل: ما بين التَرْقُوَتَين.
وقيل: باطِن الزَوْر. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
{وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26)}.
إيتاءُ الحقِّ يكون من المال ومن النَّفْس ومن القول ومن الفعل، ومَنْ نَزَل على اقتضاء حقِّه، وبذل الكُلَّ لأجل ما طالبه به من حقوق. فهو القائم بما ألزمه الحقُّ سبحانه بأمره.
والتبذيرُ مجاوزةُ الحدِّ عمَّا قدَّره الأمرُ والإذنُ. وما يكون لحظِّ النَّفْسِ- وإن كان سمسمة- فهو تبذيرٌ، وما كان له- وإن كان الوفاءَ بالنَّفْس- فهو تقصيرٌ.
{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27)}.
إنما كانوا إخوانَ الشياطين لأنهم أنفقوا على هواهم، وجَرَوْا في طريقهم على دواعي الشياطين ووساوسهم، ولمَّا أفضى بهم ذلك إلى المعاصي فقد دعاهم إخوانَ الشياطين.
{وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا (28)}.
إن لم يُسَاعِدْكَ الإمكانُ على ما طالبوكَ من الإحسان فاصْرِفْهم عنكَ بوعدٍ جميلٍ إن لم تُسْعِفهم بنقدٍ جزيل.. وإنَّ وَعْدَ الكرام أَهْنأُ من نقد اللئام.
{وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29)}.
لا تُمْسِكْ عن الإعطاء فَتُكْدِي، ولا تُسْرِفْ في البذلِ بكثرة ما تُسْدِي، واسْلُكْ بين الأمرين طريقًا وَسَطًا.
{إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30)}.
إذا بَسَطَ لا تَبْقَى فاقة، وإذ قبض استنفد كلَّ طاقة. اهـ.

.تفسير الآيات (31- 33):

قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31) وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32) وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33)}.

.مناسبة الآيات لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما أتم سبحانه ما أراد من الوصية بالأصول وما تبع ذلك، وختمه بما قرر من أن قبض الرزق وبسطه منه من غير أن ينفع في ذلك حيلة، أوصاهم بالفروع، لكونهم في غاية الضعف وكانوا يقتلون بناتهم خوف الفقر، وكان اسم البنت قد صار عندهم لطول ما استهجنوه موجبًا للقسوة، فقال في النهي عن ذلك مواجهًا لهم، إعلامًا ببعده صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن هذا الخلق قبل الإسلام وبعده: {ولا تقتلوا أولادكم} معبرًا بلفظ الولد هو داعية إلى الحنو والعطف {خشية إملاق} أي فقر متوقع لم يقع بعد؛ ثم وصل بذلك استئنافًا قوله: {نحن نرزقهم وإياكم} مقدمًا ضمير الأولاد لكون الإملاق مترقبًا من الإنفاق عليهم غير حاصل في حال القتل، بخلاف آية الأنعام فإن سياقها يدل على أن الإملاق حاصل عند القتل، والقتل للعجز عن الإنفاق، ثم علل ذلك بما هو أعم منه فقال تعالى: {إن قتلهم} أي مطلقًا لهذا أو غيره {كان خطأً} أي إثمًا {كبيرًا} قال الرماني: والخطأ- أي بكسر ثم سكون- لا يكون إلا تعمدًا إلى خلاف الصواب، والخطأ- أي محركًا- قد يكون من غير تعمد.
ولما كان في قتل الأولاد حظ من البخل، وفي فعل الزنا داعٍ من الإسراف، أتبعه به فقال تعالى: {ولا تقربوا} أي أدنى قرب بفعل شيء من مقدماته ولو بإخطاره بالخاطر {الزنى} مع أن السبب الغالب في فعل النساء له الحاجة وطلب التزيد، وفيه معنى قتل الولد بتضييع نسبه، وفيه تسبب في إيجاد نفس الباطل، كما أن القتل تسبب في إعدامها بالباطل، وعبر بالقربان تعظيمًا له لما فيه من المفاسد الجارّة إلى الفتن بالقتل وغيره؛ ثم علله بقوله مؤكدًا إبلاغًا في التنفير عنه لما للنفس من شدة الداعية إليه: {إنه كان} أي كونًا لا ينفك عنه {فاحشة} أي زائدة القبح، وقد نهاكم عن الفحشاء في آية العدل والإحسان {وساء} الزنا {سبيلًا} أي ما أسوأه من طريق! والتعبير عنه بالسبيل يدل على كثرة متعاطيه بالدلالة على سعة منهجه.
ولما أتم النهي عن هذين الأمرين المتحدين في وصف الفحش وفي السبب على تقدير، وفي إهلاك الولد بالقتل وما في معناه، أتبعهما مطلق القتل الذي من أسبابه تحصيل المال فقال تعالى: {ولا تقتلوا النفس} أي بسبب ما جعل خالقها لها من النفاسة {التي حرم الله} أي الملك الأعلى الذي له الأمر كله بالإسلام أو العهد {إلا بالحق} أي بأمر يحل الله به تلك الحرمة التي كانت، فصارت الأسباب المنهي عنها بتحريم مسبباتها منع الموجود بخلًا ثم بذله إسرافًا ثم تحصيل المفقود بغيًا؛ ثم عطف على ما أفهم السياق تقديره وهو: فمن قتل نفسًا بغير حق فقد عصى الله ورسوله {ومن قتل} أي وقع قتله من أيّ قاتل كان {مظلومًا} أي بأيّ ظلم كان، من غير أن يرتكب إحدى ثلاث: الكفر، والزنا بعد الإحصان، وقتل المؤمن عمدًا، عدوانًا {فقد جعلنا} أي بما لنا من العظمة {لوليه} أي سواء كان قريبًا أو سلطانًا {سلطانًا} أي أمرًا متسلطًا {فلا يسرف} الولي، أو فلا تسرف أيها الولي {في القتل} بقتل غير القاتل، ولا يزد على حقه بوجه {إنه} أي القتيل {كان منصورًا} في الدنيا بما جبل الله في الطباع من فحش القتل، وكراهة كل أحد له، وبغض القاتل والنفرة منه، والأخذ على يده، وفي الآخرة بأخذ حقه منه من غير ظلم ولا غفلة، فمن وثق بذلك ترك الإسراف، فإنه لخوف الفوت أو للتخويف من العود. اهـ.